كان استخدام مصطلح “القواعد المحاسبية المتعارف عليها” شائعًا بين مدققي الحسابات للإشارة إلى المبادئ والممارسات المحاسبية المعترف بها على نطاق واسع في مجال علم المحاسبة والتي تلقى قبولًا من الشركات. المعايير المحاسبية الدولية، والتي تُشار إليها أحيانًا بالاختصار IFRS، هي نماذج أو إرشادات عامة تهدف في النهاية إلى توجيه ممارسات التدقيق المحاسبي. تأسس مجلس المعايير المحاسبية الدولية (FASB) في عام 1973 كجهة تطوير لصيغة المبادئ المحاسبية المقبولة عمومًا من قبل الشركات، والمعروفة اختصارًا بـ “GAAP”، والتي بدأت في الاعتماد عليها منذ عام 1932.

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

من المهم أن نفهم أن المعايير الدولية ليست حلاً سحريًا لتحسين مستوى الإفصاح والشفافية في أداء الشركات دون تواجه أي تحديات أو صعوبات. يجب أن يُفهم المتخذون للقرارات أن هناك مجالًا للاجتهاد في تفسير هذه المعايير وبالتالي في تطبيقها بشكل صحيح.

على سبيل المثال، فيما يتعلق بحساب الأصول الثابتة مثل العقارات والآلات والمعدات والأراضي، يُسجل هذا النوع من الأصول على أساس التكلفة في معظم ميزانيات الشركات. وتشمل القيمة المسجلة تكلفة الأصل مخصومة منها القيمة المستهلكة عبر سنوات الاستخدام. لكن المعايير الدولية تسمح للمحاسب بإعادة تقييم الأصول بانتظام بناءً على القيمة العادلة، وغالباً تكون القيمة السوقية هي الأساس لهذا التقييم. هذا النوع من الاجتهاد في تقدير القيم يثير تساؤلات حول درجة الثقة التي يمكن أن يوليها متخذو القرار لهذه الأرقام.

وهناك العديد من البنود الأخرى في المعايير الدولية تتيح مجالًا للاجتهاد وقد تؤدي إلى تباينات في الأرقام المفصح عنها. لذا يجب أن تكون البيئة التجارية والشركات والمحاسبين مؤهلين للتعامل مع هذه المعايير بشكل مناسب، مع الأخذ في الاعتبار أنها قد تختلف من دولة إلى أخرى.

بعض البلدان في منطقتنا العربية تطبق معايير محاسبية خاصة بها تستند إلى المعايير الدولية، وتكون هذه المعايير الوطنية أساسًا لتحديد القيود المحاسبية وإعداد التقارير المالية من قبل الشركات، مع توافقها مع الظروف الخاصة بكل دولة. من الضروري أن ندرك أن تطبيق المعايير الدولية يمكن أن يكون تحديًا ويتطلب مهارات متقدمة في المحاسبة والجرأة في اتخاذ القرارات.

إجمالًا، يجب على الشركات والجهات التنظيمية أن تكون مستعدة للتعامل مع التحديات والصعوبات التي قد تطرأ عند تطبيق المعايير الدولية. ومن المهم أيضًا أن تكون هناك جهود دولية لتحقيق التوحيد في المعايير المحاسبية لتسهيل حركة الاستثمارات المالية عبر الحدود. وفي الختام، يجب على الجميع فهم أن تطبيق المعايير المحاسبية الدولية يتطلب وعياً ومعرفة جيدة بالمبادئ المحاسبية الأساسية والقدرة على التعامل مع التفاصيل والاجتهاد في فهمها وتطبيقها بشكل صحيح.

أشترك الان فى برنامج Matix ERP

للآدارة الحسابات والمبيعات