تعرّف المعهد الدولي للمراجعين الداخليين (IIA) المراجعة الداخلية بأنها “نشاط مستقل وموضوعي يقدم تأكيدات وخدمات استشارية بهدف إضافة قيمة للمؤسسة وتحسين عملياتها. يهدف هذا النشاط إلى تحقيق أهداف المؤسسة من خلال تقييم منهجي منظم لفاعلية إدارة المخاطر والرقابة والحوكمة.”

ومن أهم معالم هذا التعريف هو التركيز على تحقيق القيمة المضافة من خلال تحسين العمليات والأنشطة المؤسسية. هذا ما تم مناقشته بشكل عميق في المؤتمر الدولي للمراجعة الداخلية الأخير الذي عُقد في يوليو 2012 في واشنطن. خلال هذا المؤتمر، تم مناقشة تأثير أنشطة المراجعة الداخلية وقيمتها المضافة، وذلك خصوصًا في سياق الأزمة الاقتصادية العالمية والتحديات التي نشأت عنها.

يمكن القول إن تحقيق القيمة المضافة من أنشطة المراجعة الداخلية يستند إلى فهم شامل للمخاطر التي تواجه المؤسسة سواء كانت داخلية أو خارجية، وذلك في مجموعة متنوعة من الجوانب مثل الجوانب المالية والتشغيلية والتقنية، وكذلك فيما يتعلق بالامتثال للسياسات والإجراءات.

تأتي أهمية التحقق من تنفيذ أنظمة الحوكمة وضمان تدفق المعلومات في الوقت المناسب كجزء أساسي من تحقيق القيمة المضافة، حسبما يتضح من التعريف. وبالإضافة إلى ذلك، تلعب مهارات المراجع دورًا حيويًا في تقدير وتحليل المخاطر وتقدير تأثيرها، ومعايير القياس تلعب دورًا أساسيًا في تحقيق جودة النتائج المقدمة من المراجعة الداخلية.

من المهم أن نعرف أن المسؤولية لتحقيق مستوى معين من الأداء والجودة يقع على المراجعين الداخليين. لهذا السبب، يولي المعهد الدولي للمراجعين الداخليين اهتمامًا كبيرًا لتطوير مهاراتهم وتعزيز تعليمهم المستمر من خلال الشهادات المهنية والتدريبات والمشاركة في المؤتمرات والندوات.

إذاً، يُظهر التعريف والمناقشة السابقة بوضوح أن مهنة المراجعة الداخلية لها دور كبير في تحقيق القيمة المضافة من خلال توجيه العمليات والمساعدة في تجاوز التحديات والمخاطر، وذلك بالتنسيق مع مختلف مستويات الإدارة.